بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يعتبر العسل من أقدم الأطعمة والأدوية التي نشأت مع الإنسان،
الذي اعتمد عليه لقرون عديدة كغذاء أساسي قبل أن يعرف الخبز و اللبن و الحبوب،
و استعمله في علاج الأمراض منذ سابق عهده، فاحتفظ بصحته و قوته،
إلى أن أقبلت المدنية الحديثة و غيرت وجه الحياة و الغذاء.
و يؤكد الخبراء أن أفضل علاج في الطب الطبيعي هو العسل،
ولا تقييم في الطب الإلهي للغذاء إلاّ العسل، و لعل أروع ما جاء في وصفه قوله تعالى: وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ. ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (سورة النحل 68 – 69).
وجاء في كتاب "الطب من الكتاب و السنة"، لموفق الدين البغدادي،
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يشرب كل يوم قدر عسل ممزوجا بالماء على الريق، ويصفه للشفاء من كل داء،
و من أقواله: "عليكم بالعسل فهو خير الدواء"، و"عليكم بالشفاءين:
العسل و القرآن"
.
ظل العسل قروناً طويلة سر الصحة و العافية،
و اعتبره القدماء رمز الصفاء و سراً من أسرار الحياة، وكان الفراعنة يقدمون العسل للطفل يوم ولادته، دليل السعادة الدنيوية، وكان الرجل منهم يقدمه لزوجته تعبيراً عن السعادة الزوجية، بينما اعتمد المعمرون عليه كغذاء رئيس.
و يذكر المؤرخون أن عالم الرياضيات الإغريقي الشهير "فيثاغورس" صاحب النظرية الرياضية الشهيرة، قد عاش أكثر من تسعين عاما،
و كان طعامه يتألف من الخبز و العسل، و أوصى أبو الطب "أبوقراط"، الذي عمر أكثر من 108 سنوات، وكان يأكل العسل يوميا، بتناوله لمن يريد حياة أطول و صحة أقوى.
و كان ابن سينا، الذي لا تزال جامعات الغرب تتولى تدريس علومه الطبية، يوصي بتناول العسل للمحافظة على الشباب و الحيوية و يدعو من تجاوزوا الخامسة و الأربعين إلى تناوله بانتظام، و خصوصاً مع الجوز المسحوق الغني بالزيت و الأحماض الدهنية المفيدة.