احكام تفوح منها رائحة الإنتقام من الماضي: الإعدام لطارق عزيز وسعدون شاكر وعبد حمود
الأربعاء أكتوبر 27 2010 - ماهر الشيخ
طارق عزيز...اعدامه انتقام من الماضي
بغداد - أصدرت المحكمة الجنائية العليا ببغداد الثلاثاء أحكاما بالاعدام "شنقا حتى الموت" على المسؤولين العراقيين السابقين الثلاثة طارق عزيز وسعدون شاكر وعبد حميد حمود بعد ادانتهم في قضية "تصفية الأحزاب الدينية"، على ما افاد تلفزيون العراقية.
وقال التلفزيون ان "المحكمة الجنائية العليا في بغداد أصدرت أحكاما بالإعدام شنقا حتى الموت بحق طارق عزيز وسعدون شاكر وعبد حمدي حمود في قضية تصفية الأحزاب الدينية".
وكان طارق عزيز (74 عاما) وزيرا للاعلام ونائبا لرئيس الوزراء ووزيرا للخارجية. وقد حكم عليه في آذار/مارس 2009 بالسجن 15 عاما لادانته بارتكاب "جرائم ضد الانسانية" في قضية اعدام 42 تاجرا عام 1992.
وفي آب/اغسطس حكمت عليه المحكمة الجنائية العليا في العراق بالسجن سبع سنوات بسبب دوره في الارتباكات التي حصلت بحق الاكراد الفيليين الشيعة في ثمانينات القرن الماضي.
اما سعدون شاكر فقد كان وزيرا للداخلية.
من جهته كان عبد حمود مديرا لمكتب الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الذي اعدم شنقا في 30 كانون الاول/ديسمبر 2006.
وقال زياد عزيز نجل طارق عزيز ان صدور حكم الإعدام بحق والده "انتقام من كل شيء له علاقة بالماضي".
وقال زياد في اتصال هاتفي من عمان حيث يقيم ان "صدور حكم الإعدام بحق والدي يمثل انتقاما من كل شيء له علاقة بالماضي ويثبت مصداقية المعلومات التي نشرها موقع ويكيليكس" حول العراق.
وفي آب/اغسطس حكمت عليه المحكمة الجنائية العليا في العراق بالسجن سبع سنوات بسبب دوره في الارتكابات التي حصلت بحق الاكراد الفيليين الشيعة في ثمانينات القرن الماضي.
صديق صدام..وصوته في الخارج
يعرف طارق عزيز بانه "دبلوماسي صدام"، وعين عزيز وزيرا للاعلام في اواخر السبعينات. وفي عام 1977 انضم الى مجلس قيادة الثورة وهو لجنة تضم كبار المسؤولين في حزب البعث الذي كان يحكم العراق. وأصبح نائبا لرئيس الوزراء في عام 1979 .
وأصبح عزيز شخصية بارزة في الحروب الثلاثة التي خاضها العراق. وساعد في الحصول على تأييد الولايات المتحدة للعراق في حربه مع ايران التي استمرت في الفترة من عام 1980 الى عام 1988 وفي اقامة علاقات اقتصادية قوية مع الاتحاد السوفيتي.
و صعد نجم عزيز أكثر في وسائل الاعلام العالمية بعد غزو الكويت في عام 1990 والازمة التي أعقبت ذلك.
وقام بدور دبلوماسي بارز في الفترة التي سبقت حرب الخليج عندما كان وزيرا للخارجية وأظهر اتقانا للغة الانجليزية وقوة أعصاب ومهارات تفاوضية.
ورفض رسالة من الرئيس الاميركي انذاك جورج بوش الاب الى صدام في محادثات اللحظات الاخيرة في يناير/كانون الثاني عام 1991 بسبب لهجتها "المهينة".
وبعد أيام بدأ التحالف بقيادة الولايات المتحدة حملة عسكرية طردت القوات العراقية من الكويت.
وعقب ذلك أصبحت سفريات عزيز أقل لكنه بقي الصوت البارز للزعيم العراقي. وكانت اخر مرة ظهر فيها رسميا في مناسبة عامة يوم 19 مارس/اذار عام 2003 عشية الحرب للاطاحة بصدام للقضاء على شائعات بأنه ضرب بالرصاص أو انشق.
السقوط:
و كان عزيز رقم 43 في قائمة المطلوبين للولايات المتحدة من المسؤولين العراقيين عندما سلم نفسه للقوات الامريكية في ابريل/نيسان عام 2003 بعد اسبوعين من سقوط نظام صدام.
و ظهر عزيز كشاهد في محاكمات سابقة لاعضاء النظام السابق بمن فيهم صدام.
وفي ظهوره الاول لمواجهة اتهامات في ابريل/نيسان عام 2008 كان عزيز يبدو شاحبا وواهنا واستخدم عصاة لمساعدته على السير.
وفي مارس/اذار عام 2009 حكم عليه بالسجن 15 عاما لدوره في اعدام عشرات التجار عام 1992 . ثم حكم عليه بعد ذلك بالسجن سبعة أعوام في اغسطس اب عام 2009 لدوره في عمليات تهجير اجباري للاكراد من شمال العراق الغني بالنفط خلال حكم صدام.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي نقل الى المستشفى اثر اصابته بجلطة.
وولد عزيز لاسرة متواضعة في السادس من يناير/كانون الثاني عام 1936 في قرية تل كيف المسيحية قرب الموصل بشمال العراق. وهو مسيحي كلداني وهي أكبر طائفة مسيحية بالعراق ووجوده في حكومة صدام كان يستخدم عادة كدليل على التسامح الديني للرئيس العراقي الراحل.
ودرس عزيز الادب الانكليزي في جامعة بغداد قبل ان يعمل في الصحافة. وبتأييد من صدام أصبح رئيسا لتحرير صحيفة الثورة الرئيسية الناطقة بلسان حزب البعث.
وتعود علاقة عزيز وصدام لفترة طويلة سابقة. في الخمسينات عمل الاثنان في حزب البعث الذي كان محظورا انذاك والذي سعى الى الاطاحة بالملكية المدعومة من بريطانيا. وقال عراقيون انه مدين بحياته السياسية المديدة جزئيا لكونه مسيحي في دولة مسلمة ولانه لم يكن بامكانه على الاطلاق تهديد سلطة صدام.
و نجا عزيز الذي سمى ابنه الثاني على اسم صدام من محاولة اغتيال قام بها راديكاليون بتأييد من ايران في عام 1980.
الأربعاء أكتوبر 27 2010 - ماهر الشيخ
طارق عزيز...اعدامه انتقام من الماضي
بغداد - أصدرت المحكمة الجنائية العليا ببغداد الثلاثاء أحكاما بالاعدام "شنقا حتى الموت" على المسؤولين العراقيين السابقين الثلاثة طارق عزيز وسعدون شاكر وعبد حميد حمود بعد ادانتهم في قضية "تصفية الأحزاب الدينية"، على ما افاد تلفزيون العراقية.
وقال التلفزيون ان "المحكمة الجنائية العليا في بغداد أصدرت أحكاما بالإعدام شنقا حتى الموت بحق طارق عزيز وسعدون شاكر وعبد حمدي حمود في قضية تصفية الأحزاب الدينية".
وكان طارق عزيز (74 عاما) وزيرا للاعلام ونائبا لرئيس الوزراء ووزيرا للخارجية. وقد حكم عليه في آذار/مارس 2009 بالسجن 15 عاما لادانته بارتكاب "جرائم ضد الانسانية" في قضية اعدام 42 تاجرا عام 1992.
وفي آب/اغسطس حكمت عليه المحكمة الجنائية العليا في العراق بالسجن سبع سنوات بسبب دوره في الارتباكات التي حصلت بحق الاكراد الفيليين الشيعة في ثمانينات القرن الماضي.
اما سعدون شاكر فقد كان وزيرا للداخلية.
من جهته كان عبد حمود مديرا لمكتب الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الذي اعدم شنقا في 30 كانون الاول/ديسمبر 2006.
وقال زياد عزيز نجل طارق عزيز ان صدور حكم الإعدام بحق والده "انتقام من كل شيء له علاقة بالماضي".
وقال زياد في اتصال هاتفي من عمان حيث يقيم ان "صدور حكم الإعدام بحق والدي يمثل انتقاما من كل شيء له علاقة بالماضي ويثبت مصداقية المعلومات التي نشرها موقع ويكيليكس" حول العراق.
وفي آب/اغسطس حكمت عليه المحكمة الجنائية العليا في العراق بالسجن سبع سنوات بسبب دوره في الارتكابات التي حصلت بحق الاكراد الفيليين الشيعة في ثمانينات القرن الماضي.
صديق صدام..وصوته في الخارج
يعرف طارق عزيز بانه "دبلوماسي صدام"، وعين عزيز وزيرا للاعلام في اواخر السبعينات. وفي عام 1977 انضم الى مجلس قيادة الثورة وهو لجنة تضم كبار المسؤولين في حزب البعث الذي كان يحكم العراق. وأصبح نائبا لرئيس الوزراء في عام 1979 .
وأصبح عزيز شخصية بارزة في الحروب الثلاثة التي خاضها العراق. وساعد في الحصول على تأييد الولايات المتحدة للعراق في حربه مع ايران التي استمرت في الفترة من عام 1980 الى عام 1988 وفي اقامة علاقات اقتصادية قوية مع الاتحاد السوفيتي.
و صعد نجم عزيز أكثر في وسائل الاعلام العالمية بعد غزو الكويت في عام 1990 والازمة التي أعقبت ذلك.
وقام بدور دبلوماسي بارز في الفترة التي سبقت حرب الخليج عندما كان وزيرا للخارجية وأظهر اتقانا للغة الانجليزية وقوة أعصاب ومهارات تفاوضية.
ورفض رسالة من الرئيس الاميركي انذاك جورج بوش الاب الى صدام في محادثات اللحظات الاخيرة في يناير/كانون الثاني عام 1991 بسبب لهجتها "المهينة".
وبعد أيام بدأ التحالف بقيادة الولايات المتحدة حملة عسكرية طردت القوات العراقية من الكويت.
وعقب ذلك أصبحت سفريات عزيز أقل لكنه بقي الصوت البارز للزعيم العراقي. وكانت اخر مرة ظهر فيها رسميا في مناسبة عامة يوم 19 مارس/اذار عام 2003 عشية الحرب للاطاحة بصدام للقضاء على شائعات بأنه ضرب بالرصاص أو انشق.
السقوط:
و كان عزيز رقم 43 في قائمة المطلوبين للولايات المتحدة من المسؤولين العراقيين عندما سلم نفسه للقوات الامريكية في ابريل/نيسان عام 2003 بعد اسبوعين من سقوط نظام صدام.
و ظهر عزيز كشاهد في محاكمات سابقة لاعضاء النظام السابق بمن فيهم صدام.
وفي ظهوره الاول لمواجهة اتهامات في ابريل/نيسان عام 2008 كان عزيز يبدو شاحبا وواهنا واستخدم عصاة لمساعدته على السير.
وفي مارس/اذار عام 2009 حكم عليه بالسجن 15 عاما لدوره في اعدام عشرات التجار عام 1992 . ثم حكم عليه بعد ذلك بالسجن سبعة أعوام في اغسطس اب عام 2009 لدوره في عمليات تهجير اجباري للاكراد من شمال العراق الغني بالنفط خلال حكم صدام.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي نقل الى المستشفى اثر اصابته بجلطة.
وولد عزيز لاسرة متواضعة في السادس من يناير/كانون الثاني عام 1936 في قرية تل كيف المسيحية قرب الموصل بشمال العراق. وهو مسيحي كلداني وهي أكبر طائفة مسيحية بالعراق ووجوده في حكومة صدام كان يستخدم عادة كدليل على التسامح الديني للرئيس العراقي الراحل.
ودرس عزيز الادب الانكليزي في جامعة بغداد قبل ان يعمل في الصحافة. وبتأييد من صدام أصبح رئيسا لتحرير صحيفة الثورة الرئيسية الناطقة بلسان حزب البعث.
وتعود علاقة عزيز وصدام لفترة طويلة سابقة. في الخمسينات عمل الاثنان في حزب البعث الذي كان محظورا انذاك والذي سعى الى الاطاحة بالملكية المدعومة من بريطانيا. وقال عراقيون انه مدين بحياته السياسية المديدة جزئيا لكونه مسيحي في دولة مسلمة ولانه لم يكن بامكانه على الاطلاق تهديد سلطة صدام.
و نجا عزيز الذي سمى ابنه الثاني على اسم صدام من محاولة اغتيال قام بها راديكاليون بتأييد من ايران في عام 1980.